برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, July 4, 2009

الزمن


آفاق العلم، مايو - يونيو 2009


في تجاربنا اليومية... كيف نتعامل مع الزمن أو الوقت؟ هل هو البعد الرابع أم مجرد وهم؟ هل بدأ مع الكون أم كان موجودًا دائمًا؟ وماهو تأثير العوامل المختلفة في المجتمع فيما يتعلق بإدراكنا لمفهوم الوقت؟
مجموعة من الأسئلة حاولت مجلة آفاق العلم الإجابة عنها من خلال موضوع غلافها الأخير، والذي جاء تحت عنوان (الزمن).
أثبت عالم النفس الأمريكي "ألبرت ستيوارت" أن إدراك جريان الوقت يرتبط بصورة وثيقة مع مسألة الهوية الشخصية للإنسان ومع ثقافته وهما عاملان يتطوران بأسلوب مشابه لما يحدث مع اللغة، وبالتالي الوقت ليس بالضرورة مرتبط بالساعة البيولوجية الداخلية للإنسان والتي تنظم نشاطاته الحيوية... فالإنسان قام بخلق ساعة ذاتية منذ بدء التاريخ اعتمادا على ظواھر طبيعية محيطة به.
دراسات أخرى، ابتداءً بتلك التي قام بها عالم البيولوجيا الفرنسي "ليكومت دو نوي"، في ثلاثينيات القرن الماضي، وجدت أن ارتفاعا بسيطا في درجة حرارة الجسم يؤدي إلى تغيير الإدراك بالوقت... وقد تمت إعادة التجربة على مجموعات من النمل والنحل التي تأكل في أوقات محددة، وعند رفع درجة الحرارة، لوحظ أن هذه الحشرات بدأت في ترك مساحات زمنية أقصر بين الوجبة والأخرى.
كذلك فقد وجدت أبحاث مختلفة أن إدراك طول الوقت يختلف من فرد لآخر، فالوقت يمر بصورة أسرع بالنسبة إلى الطفل في حين أنه يتباطأ كلما زاد عمر الإنسان...
علماء النفس يؤكدون أن هذا مجرد خدعة مرتبطة بالذاكرة؛ فالدماغ يقوم عادة بإلغاء الذكريات الخاصة بأحداث مملة أو مكررة في حين أنه يحتفظ بالذكريات "الهامة" بكافة تفاصيلها... فالطفل يمر بأحداث وتجارب جديدة كل يوم وربما كل ساعة، لهذا عندما يستعيد الذكريات المرتبطة بأحداث عام ما، تكون سريعة وأكثر ديناميكية مقارنة بأحداث مرت على شخص مسن لم تعد هناك تجارب جديدة ليمر بها خلال ذلك العام؛ لهذا فالمسن يرى كل حدث جديد "نادر" كحدث طويل وممتد حيث قام دماغه بإلغاء جميع الأحداث المكررة التي مر بها خلال العام نفسه.

No comments: