الفرقان، 9 فبراير 2009
(القدس في خطر، واليهود لايتوقفون عن حفر الأنفاق تحته بما يهدد أساساته) صرخة أطلقها قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي، ونقلتها مجلة الفرقان، بعد انهيار أرضية الصف في مدرسة القدس الأساسية التابعة لوكالة الغوث "الأونروا" بالقرب من المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية الشرقية، وهو ما يكشف حجم الحفريات التي تقوم بها جمعيات استيطانية في تلك المنطقة الحساسة، التي لا تبعد عن المسجد سوى 100 متر تقريبًا.
كالعادة ادعت الشرطة الصهيونية وجود تصدعات سابقة في المنطقة لتبرر هذا الانهيار! مع العلم أن دائرة الآثار الصهيونية تشارك بشكل مباشر في الحفريات في المنطقة وأسفل المسجد الأقصى مع جهات رسمية واستيطانية عديدة ضمن مشروع "واجهة القدس2020" الذي يهدف إلى تغيير طابع وشكل المنطقة بالكامل بتحويلها إلى حديقة توراتية!! ورفع أنفاق وقطار أرضي وآخر معلق يربط سلوان بالطور وبالبلدة القديمة.
وتستهدف تلك المخططات الخطيرة المسجد الأقصى وتهويد مدينة القدس، وأظهرت مؤسسات الاحتلال للإعلام العربي والغربي أن مشاريعها في القدس والمسجد الأقصى مشاريع عملية وليست مجرد آمال وتطلعات، ولتأكيد جدية الأمر أرفقوا مع المخططات الهندسية والرسومات التوضيحية الميزانية المطلوبة لكل مشروع على حدة، وإجمالي الميزانيات التي تم جمعها إلى الآن، كرسالة ليهود العالم لتتكالب الجهود على تنفيذ تلك المشاريع الخطيرة، والتي تحقق لهم هدفهم الكبير وهو: إقامة معبد لليهود في ساحات المسجد الأقصى المبارك!!
وتؤكد المجلة أن هذا المخطط يوزع حاليًا (في صورة كتاب) على جميع التجمعات اليهودية في كل العالم؛ لجمع التبرعات منهم من أجل السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى السليب، وسلخ مدينة القدس من امتدادها الإسلامي والعربي؛ للتضييق على أهلها لدفعهم للخروج منها, وإسقاط هوياتهم المقدسية.
وبعد الحديث عن المخطط الصهيوني لتهويد القدس، تنتقل المجلة للحديث عن مسلسل تهويد القدس من "هيرتزل" إلى "أولمرت"، مستشهدة بتصريحات قادة الكيان الصهيوني التي تؤكد رسوخ هذا المخطط التدميري في العقلية الإسرائيلية.
منذ تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897 م وقادتها يجمعون على تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك، مؤكدين صراحة إمكانية هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وتلك بعض الشواهد من أقوال قادة يهود:
يقول ثيودور هيرتزل: " إذا حصلنا على القدس وكنت لا أزال حيًا وقادرًا على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا لدى اليهود فيها ".
ويقول دافيد بن غوريون: "دون التفوق الروحي لم يكن شعبنا ليستطيع البقاء ألفي سنة في الشتات؛ فلا معنى لـ "إسرائيل" دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل".
ويقول مناحيم بيغن: "آمل أن يعاد بناء المعبد – الهيكل – في أقرب وقت وخلال فترة حياة هذا الجيل"، وعن غزو لبنان قال: "لقد ذهبت إلى لبنان من أجل إحضار خشب الأرز لبناء الهيكل".
ويقول إسحق رابين: "لقد كنت أحلم دومًا أن أكون شريكًا.. ليس فقط في تحقيق قيام "إسرائيل" وإنما في العودة إلى القدس وإعادة أرض حائط المبكى للسيطرة اليهودية ".
ويقول إيهود باراك للرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد الثانية: "إن هيكل سليمان يوجد تحت المسجد الأقصى؛ ولذلك فإن إسرائيل لن تتنازل للفلسطينيين عن السيادة عليه ".
وقدم بنيامين نتنياهو هدية إلى رئيس الكنيسة اليونانية المطران مكسيموس سلوم، وهي عبارة عن مجسم من الفضة للقدس لا يظهر فيه المسجد الأقصى نهائيًا، فيما استبدل مكانه بمجسم للهيكل المزعوم.
و يقول أرئيل شارون: "القدس لـ "إسرائيل" إلى الأبد ولن تكون بعد اليوم ملكًا لـ "الأجانب"، وسأتحدى العالم من أجل أن تبقى القدس عاصمة موحدة وأبدية للدولة العبرية". وقال غداة دخوله المسجد الأقصى: "هذا هو أهم مكان لليهود، ونحن ليست عندنا مكة ولا مدينة ولا الفاتيكان، يوجد عندنا هيكل سليمان واحد، ولن نسمح لأحد بأن يقرر متى ندخله وكيف؟! "
ويقول إيهود أولمرت: "لن نتنازل عن جبل الهيكل – أي الجبل الذي يقوم عليه المسجد الأقصى – بأي شكل من أشكال التفاوض مع الفلسطينيين".
No comments:
Post a Comment