برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

غزة.. تأملات وعبر



الآداب، الربع الأول (1-2-3) عام 2009


ما جرى ويجري لغزّة هذه الأيّام هو ـ بحق ـ استمرارٌ لنكبة فلسطين منذ واحد وستّين عامًا على يد إسرائيل والغرب الاستعماريّ بشكل خاص
مجلة الآداب رأت أن كل العرب، من المحيط إلى الخليج، شركاء، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في إدامة نكبة فلسطين. لذلك تساءلت المجلة: متى نصبح شركاء مباشرين في الانتفاضة الفلسطينيّة الجديدة. القادمةِ لا محالة؟

من مظاهر نفاقنا أنّنا، معشرَ الأحزاب والقوى و"الشخصيّات" الوطنية والقوميّة، نَشْتم إسرائيلَ على ما تَقْترفه من جرائمَ في حقّ غزّة وفلسطين، لكنّنا نقول ذلك ونحن نَأْخذ شفطةً من سيجارة مارلبورو، أو جرعةً من كوكاكولا أو پيپسي كولا، أو قضمةً من ماكدونالدز أو بيرغر كنغ، أو رشفةً من قهوة نيسكافيه ـ وكلُّها شركاتٌ (أو من إنتاج شركاتٍ) داعمة لإسرائيل كما بيّنا مليونَ مرّةٍ من قبل. الأسوأ أنّنا نمارِسُ الآن، في ظلّ العَدَميّة والانهزاميّة المستشريتيْن، التنظيرَ "العلميّ" (والماركسويّ أحيانًا) لمعاييرنا المزدوجة، فنقول: إنّ العولمة لا تستطيع أن تُجنِّبَ إسرائيلَ الاستفادةَ من دورة الأموال والإنتاج في العالم؛ أو نَزْعم أنّ مقاطعتَنا لشركةٍ داعمةٍ لإسرائيل سوف تضرّ بعمّالنا وفلاّحينا واقتصادنا، وكأنّ هذه الشركةَ لم تَضْربْ شركةً محلّيةً أو إنتاجًا محلّيًّا؛ أو ندّعي أنّ توقّفَنا عن شراءِ منتوجٍ ما لن يؤثِّر في مبيعات الشركات الضخمة، ضاربين عرض الحائط بكلّ الإحصائيّات وبكلّ الوقائع التاريخيّة التي أَثبتتْ نجاحَ المقاطعة في غير ما مكانٍ من العالم (الهند، جنوب أفريقيا، الولايات المتحدة نفسها في مواجهة القوانين المُجْحفة بحقّ الأميركيين من أصل أفريقيّ،...). وفي حين يتوقّع المرءُ أن تُطْلق الأحزابُ والقوى و"الشخصيّاتُ" الوطنيّةُ والقوميّةُ حملةَ مقاطعةٍ شاملةً للشركات الداعمة لاقتصاد دولة العدوّ الإسرائيليّ ـ وإنْ من باب التضامن الأخلاقيّ مع ضحايا غزّة لا غير ـ فإنّ ما يؤسَفُ له أنه ليس ثمة قرارٌ قياديٌّ حتى اللحظة لدى أيٍّ من الأحزاب الوطنيّة، العريقةِ وغيرِ العريقة، بالعملِ الحثيثِ والجادِّ على ترويج ثقافة المقاطعة، حتى تتراجعَ الشَّركاتُ الداعمةُ لإسرائيل عن دعمها!

No comments: