برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

خمس أعوام



آفاق العلم، مارس أبريل 2009


كان عليهما التحرك وجمع المعلومات على سطح لكوكب الأحمر لمدة لاتزيد عن 90 يومًا أرضيًا. لن الرائع في الأمر أنهما اليوم، وبعد مرور 5 سنوات، لايزالان يتحركان ويعملان.
تمكن الجوالان المريخيان من إزالة جزء كبير من الغموض الذي كان يحيط بالكوكب الأحمر.
في الثالث من شهر يناير الماضي أكمل الجوال المريخي "سبيريت" Spirit خمس سنوات على سطح الكوكب الأحمر، ليتبعه توأمه أوبورتيونيتي Opportunity ويحقق الإنجاز نفسه في الرابع والعشرين.
ماتوقعه العلماء أن يتمكن الجوالان من العمل لثلاثة أشهر (ربما مع تمديد قصير لكل منهما إذا سارت الأمور على ما يُرام).. فالظروف الجوية الصعبة ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض كانت أقوى من أن يتصور أي من المختصين أن تستمر أجهزة هذين الجوالين في العمل أكثر من ذلك.
وخلال مهمتهما الملحمية قام الجوالان بإرسال ما يصل إلى 250 ألف صورة، وقطعا مسافة 21 كيلو مترًا، تسلقا مرتفعات، وهبطا في حُفر خلقها اصطدام نيازك بسطح المريخ.. كذلك فقد تمكنا من تجاوز عواصف رملية بنجاح، وأوصلا ما يُعادل 36 جيجابايت من المعلومات إلى الأرض عبر اتصالهم المباشر بالمسبار "مارس أوديسي أوربيتر" المتواجد في مدار حول الأرض. وهذا لايعني أن الأجهزة والآلات على متنهما تعمل بشكل مثالي؛ فيتوجب على "سبيريت" مثلا أن يسير دائمًا إلى الخلف بسبب تعطل إحدى عجلاته.. أما "أوبورتيونيتي" فذراعه الآلية تعاني من خلل بسبب تنقطاع كابل الكهرباء.
كذلك عانى الجوالات عدة مرات من ضعف الطاقة التي توفرها بطارياتهما بسبب العواصف الرملية شديدة الكثافة والتي كانت تتسبب في حجب ضوء الشمس الذي يعتمد عليه الجوالان في شحن تلك البطاريات عن طريق الألواح الشمسية.
ونقلت المجلة عن "جون كالاس"، مدير مشروع الجوالين المريخين في مختبر الدافع النفاث، التابع لوكالة الفضاء اللأمريكية "ناسا" قوله: "هذان الجوالان مرنان للغاية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي تعمل فيها أجهزتهما كل يوم. ونحن ندرك أنه من الممكن أن يتوقف أي جزء على متن أي من الجوالين عن العمل في أي وقت الآن.. ما سيعني إنهاء مهمته بالكامل دون أي تحذير مسبق، لكن من جهة أخرى، ماسنتمكن من تحقيقه من كل جوال خلال سنة واحدة قادمة سيعادل عمل أربع مهمات رئيسية قادمة".
ثم انتقلت المجلة للتحدث الهدف الرئيسي من هذه المهمة، وختمت بالخطوات المستقبلية في هذا الإطار.
وكان الهدف الرئيسي من مهمة الجوالين هو البحث عن أي آثار تثبت وجود المياه على سطح المريخ سواءً في حاضره أو في ماضيه.. فما كنا متأكيدن منه هو أن الماء موجود بصورته الصلبة (جليد) عند قطبي الكوكب، إلا أن بقية سطحه كانت تبدوا صحراء قاحلة... وقد تمكن "أوبورتيونيتي" من العثور على صخور غنية بالحديد، وهو ما لا يتشكل عادة إلا في بيئة غنية بالماء. "سبيريت" عثر أيضًا على أدلة قوية لوجود ينابيع ماء ساخنة على المريخ، وكانت هناك أيضًا صورة شاهد فيها العالم خروج الماء لمسافات محدودة على السح.
مع استمرار الجوالين في العمل، ومع رغبة "ناسا" في خفض تكاليفها، تم تأجيل إطلاق الجوال الجديد "مارس ساينس لابوراتوري" الذي سيكون بإمكانه التحرك بسرعة تصل في أقصاها إلى 90 مترًا في الساعة مقارنة بالـ 18 مترًا في الساعة التي كان الجوالان السابقان مصممين للوصول إليها. علمًا بأن السرعات الفعلية على المريخ لايمكنها تجاوز ثلث السرعات القصوى لمحددات مختلفة... وسيحمل الجوال الجديد على متنه آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة بهدف البحث عن كائنات ميكروبية قد تكون موجودة اليوم على سطح الكوكب الأحمر.. مهمة الجوالين ستكون الأساس التي ستسير عليه المهمات القادمة.

No comments: