الأهرام الاقتصاد
"دبي".. الإمارة الصغيرة في دولة الإمارات، والتي يصل عدد سكانها مليوني نسمة,90% منهم من الوافدين، كانت علي مدار العقدين الماضيين محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية بوصفها مركزا للمال والأعمال في منطقة أضنتها متاعب السياسة والصراعات.
لكن هذا الوضع بدأ يتغير في الآونة الأخيرة في ظل الطموحات التي لم تسلم من الشطط والتسرع، الأمر الذي دفع مجلة الاهرام الاقتصادي المصرية الأسبوعية إلى التساؤل: هل ينتهي حلم دبي؟!
علي مدار عقدين من الزمن حوَّلت الإمارة - التي قالت وكالة "موديز" إنها تُدار بأسلوب الشركات- رمالها إلي أبراج شاهقة، وعرفت تعبيرات من أمثال أطول برج في العالم، وأول فندق تحت الماء، وكذلك عبارات من قبيل الأفضل والأحسن والأكبر، طريقها إلي موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وإلي وسائل الإعلام الدولية الشهيرة، التي استغلتها دبي بحرفية في الترويج لها، وهو ما شجع مشاهير الرياضة والفن في العالم من أمثال "لويس فيجو" و"بيكهام" علي شراء شقق فخمة في أبراجها.
وساعد علي ذلك جرأة المشاريع المطروحة وعدم وجود حدود للطموح، الذي لم يسلم من الشطط والتسرع؛ حيث أسرفت البنوك في إقراض الأفراد والشركات بلا قيود, ولم يكن غريبا في أوساط العاملين في دبي أن يطرق باب مكتبك مندوب لكبريات البنوك يعرض عليك قرضا40 ضعف الراتب أو تمويل شراء فيلا أو شقة في أفخر المواقع في دبي بملايين الدراهم بضمان الراتب فقط أو تمويل شراء سيارة فارهة بفائدة لا تتجاوز 4% سنويا مع إعفاء من السداد في الشهور الثلاثة الأولي.من جراء ذلك.. قفزت القروض الشخصية بمعدلات كبيرة، تُقدَّر حاليا، حسب إحصائيات المصرف المركزي، بحوالي 55 مليار دولار، وهي عبارة عن قروض لتمويل سيارات أو قروض للاستهلاك, كما توسعت الشركات الحكومية وشبه الحكومية مثل دبي العالمية ودبي القابضة ونخيل وإعمار في الاقتراض لتمويل توسعاتها الداخلية والخارجية التي شملت عمليات استحواذ لأصول في شركات عالمية في أمريكا وأوربا وآسيا وأفريقيا.فهل انتهي حلم دبي لملايين الحالمين والطامحين من الفقراء والأغنياء ومن مشاهير الفن والرياضة من مختلف أنحاء العالم؟ أم أن الإمارة التي ظلت لسنوات نموذجا لتجربة اقتصادية في المنطقة تتعرض كما يقول مسئولوها لحملة تشويه متعمدة تقودها وسائل إعلام غربية؟
No comments:
Post a Comment