الهدف، مارس 2009
كثُر الحديث في الآونة الأخيرة حول منظمة التحرير الفلسطينية، والوضع المتهرئ الذي وصلت إليه. ورغم اعتراف الكثيرين بخطورة بقائها - وهي على هذه الحالة الرثة- الممثلَ الوحيد للشعب الفلسطيني، وضرورة إصلاحها بما يتوافق مع المصالح العليا لهذا الشعب، بعيدًا عن أي أهواء حزبية، خرجت مجلة "الهدف" لتصب جام غضبها على كل من يتناول المنظمة بنقد، أو يوجه إليها إشارة بسوء. لكنها في الوقت ذاته لم تجد بُدًا من الاعتراف بالمعاناة التي تعيشها المنظمة، وكانت منصفة حين رأت ضرورة إشراك التيار الإسلامي فيها.
عانت منظمة التحرير الفلسطينية من تهميش دورها، بوعي أو بغير وعي، من القوة القائدة لها، بدءا من إعلاء شأن السلطة الوطنية على حسابها، مرورا بتهميش دور مؤسساتها القيادية ودوائرها ومكاتبها، وصولا لتوظيفها في خدمة حسابات ضيقة. إن منظمة التحرير الفلسطينية بحاجة لفتح الباب أمام قوى التيار الإسلامي للاشتراك فيها وفي مؤسساتها، والاشتراك بتقرير مواقفها السياسية والتنظيمية؛ فالتيار الإسلامي مكوِّن أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، ومن مكونات قواه السياسية والمناضِلة، وهذا ليس منّة من أحد. فقد حصل على هذا نتيجة وجوده الفاعل في صفوف الشعب وبين قواه السياسية. وأعتقد أنه لا يوجد وطني مسئول، يدعو لغير ذلك، مهما تباينت آراؤه السياسية أو أفكاره الأيديولوجية مع سياسات وفكر هذا التيار.
No comments:
Post a Comment