برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

حكومة اللاحل وبقاء الاحتلال


البيادر السياسي، 28 فبراير 2009


جرت الانتخابات الإسرائيلية، وظهرت النتائج، وفاز فيها معسكر اليمين الإسرائيلي؛ بحصوله على 65 مقعدًا مقابل 55 مقعدًا لأحزاب

اليسار والعربية في الكنيست الإسرائيلي.
مجلة "البيادر السياسي" حاولت الإجابة على بعض الأسئلة المتداولة، مستهلة بالتساؤل القائل: لماذا مُني "اليسار" الإسرائيلي بهذه الهزيمة؟
لا بدّ من القول بأن اليسار الإسرائيلي الحقيقي اختفى عن الساحة، واليسار الحالي هو يسار ضعيف، يمثله حزب "ميرتس" الذي حصل على ثلاثة مقاعد، مع أنه اتجه مؤخرا، رويدا رويدا، نحو اليمين. والمقصود حالياً بمعسكر اليسار هو معسكر اليمين الوسط مثل "كاديما" وحزب العمل... وهذا المعسكر فشل في هذه الانتخابات لعدة أسباب، من أهمها: عدم وجود برنامج سياسي واضح يختلف عن برامج الأحزاب اليمينية المتطرفة، ووقوف هذا المعسكر إلى جانب الحرب التي شنت على قطاع غزة، ولم يقف ضدها، بل هو مَنْ كان وراء هذه الحرب، أو العدوان. وتورط أعضاء هذا المعسكر في قضايا فساد ورشوة، مما أدى إلى المس بسمعة هذه الأحزاب.
أضف إلى ذلك، وجود معسكرات متنازعة داخل كل حزب من أحزاب هذا المعسكر، مما أدى إلى إضعافها، وفقد المواطن الإسرائيلي الثقة فيها. كذلك لم تقدم هذه الأحزاب، وأثناء تواجدها في سُدة الحكم، أيَّ شيء إيجابي طوال السنوات الثلاث الماضية من الحكم، بل أنجزت حربين لم تحقق إسرائيل فيهما أياً من أهدافها، وتنافست أحزاب هذا المعسكر فيما بينها بدلاً من أن تتنافس مع أحزاب اليمين الإسرائيلي، مما أدى إلى هروب الأصوات لصالح اليمين الإسرائيلي.
وتكمل المجلة: أما ليفني فأصيبت بخيبة أمل كبيرة؛ إذ أن حزبها حصل على أكبر عدد من المقاعد متفوقا على جميع الأحزاب، وهو الحزب الأكبر في البرلمان، ولكنها في الوقت نفسه لم تكلف بتشكيل حكومة لأنها لم تحصل إلا على دعم أعضاء حزبها، حتى إن حزب العمل لم يؤيدها، وكذلك حزب "ميرتس"، والأحزاب العربية الثلاثة. فلماذا لم تستطع ليفني الحصول على دعم أكبر عدد من أعضاء الكنيست لتكليفها في تشكيل الحكومة؟
تتحمل ليفني مسؤولية فشلها وإصابتها بخيبة أمل لعدة أسباب وعوامل، ومن أهمها:
*لم تكسب دعم الأحزاب المشاركة بالائتلاف الحالي؛ إذ أن "بنيامين نتنياهو" استطاع الإيقاع بينها وبين حركة "شاس"... وبالتالي اشترت عداء "شاس" لها. وقررت هذه الحركة دعم وتأييد "نتنياهو".
*ظنت ليفني أن الأحزاب العربية ليست مهمة، ولذلك فهي دعمت مطلب حزب "إسرائيل بيتنا" أمام لجنة الانتخابات لشطب قائمتين عربيتين، لكن هاتين القائمتين حصلتا على قرار من محكمة العدل العليا يجيز لهما خوض الانتخابات، والأحزاب العربية حصلت على 11 مقعداً وقررت عدم تأييدها أو ترشيحها.
* لم تتعامل مع حليفها؛ حزب العمل بقيادة "إيهود باراك"، بصورة هادئة.. وبعد أن منيَ حزب العمل بنكسة كبيرة بحصوله على 13 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي، قرر التزام مقاعد المعارضة، ورفض دعم ليفني؛ لأنه لا يريد المشاركة مجدداً في ائتلاف مع حزب "كاديما"، لأن مشاركته في حكومة سابقة أدى إلى فقدانه لأصوات كثيرين، وتوجه هذه الأصوات لصالح كاديما ما دام الحزب لا يختلف في مواقفه عن حزب "كاديما".
*حزب ميرتس مني أيضاً بنكسة حزبية كبيرة واتهم حزب "كاديما" بالسطو على مؤيديه، لذلك قرر أن يبقى أيضاً في المعارضة.
*حاولت إجراء اتصالات للتوصل إلى اتفاق شراكة مع حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة "أفيغدور ليبرمان"، وهذه الاتصالات أساءت لها ولحزب "كاديما"، وخاصة بعد أن أدار ليبرمان ظهره لها، ودعم ترشيح نتنياهو لتولي منصب رئيس الوزراء.
تقف المنطقة على مفترق طرق، والشعب الإسرائيلي اختار المعسكر اليميني، وعليه هو بنفسه تحمل مسؤولية هذا الاختيار، وعليه الإدراك بأن "الجرة لا تسلم في كل مرة".

No comments: