البيادر السياسي، 21 – 29 مارس 2009
ذهب الفرقاء الفلسطينيون إلى القاهرة للحوار، واتفقوا على حسم بعض القضايا، فيما لا تزال بعض القضايا الأخرى عالقة، تنتظر الحسم بعد انتهاء القمة العربية.
مجلة البيادر السياسي أعدت تحليلا خاصًا للأجواء المرافقة لهذه المفاوضات واللقاءات، مستهلَّة بالتأكيد على ضرورة إنجاح هذه الجولة من الحوار في ظل التغيرات الحاصلة في المنطقة والعالم.
جميع الفصائل والقوى الفلسطينية تشارك في هذه المفاوضات التي تتم برعاية مصرية، وكل قادة هذه الفصائل أكدوا رغبتهم في التوصل إلى اتفاق وفي أسرع الأوقات، وكلهم تفاءلوا خيرا، وقالوا خلال توجههم إلى القاهرة: إن الإرادة اليوم قوية لتحقيق الوفاق على الساحة الفلسطينية، ووضع حد لهذا الانقسام الذي يُضعف من الموقف الفلسطيني، وينهش بحقوقنا المشروعة والعادلة.
في هذه الأثناء لا بدّ من الاعتراف بأن هناك تغيرات على أكثر من جبهة في العالم، تغيرات محلية ممثلة بنتائج الانتخابات الإسرائيلية، وتغيرات إقليمية ممثلة في بدء مرحلة "مُصالحة" عربية - عربية، وتغيرات دولية ممثلة في تغير الإدارة الأميركية، وتولي الرئيس باراك أوباما قيادة الإدارة الجديدة، مع تغيّر في التوجهات والمواقف والآراء والتعامل مع مختلف قضايا العالم. كل من ينظر إلى الأجواء السياسية والتغيرات الحاصلة فإنه يدرك أن المنطقة تعيش مرحلة جديدة، ولا بدّ للشعب الفلسطيني أن يكون متأقلما معها، أو مستعدا لمواجهة ما يمكن أن يُفرَض عليه من مواجهة
وترى المجلة أن التغيير الأهم ربما يكون ما جرى على الساحة الداخلية الإسرائيلية؛ بفوز معسكر اليمين في الانتخابات، وما أفرزه ذلك من سياسة متطرفة أهم بنودها توسيع الاستيطان ورفض التفاوض على القدس وشطب حق العودة وغيرها من التعديات. وتقول المجلة: إن هذه السياسة تعني أن المفاوضات الإسرائيلية ستكون مضيعة للوقت، وأن الآمال المرجوة منها قد تبخّرت؛ وهو ما يضع برنامجي فتح وحماس على طرفي النقيض.
من هنا يمكن القول: إن من يراهن على المفاوضات يخسر في هذه الفترة الصعبة كما خسر في الفترات السابقة؛ إذ أن هذه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لم تحرز أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، وكانت مفاوضات تتحدث عن كيفية بدء هذه المفاوضات، أي أن النهج التفاوضي قد ضعف، وفقدت آماله كاملا.
أما النهج المقاوم فقد أجبر إسرائيل على الانسحاب من القطاع في العام 2006، وحقق العديد من الإنجازات السياسية التي قد تظهر جلياً مستقبلاً. وأن المقاومة حق مشروع، ولا بدّ من استخدامه من أجل تحقيق أهدافنا المشروعة.
والمطلوب أن تكون هناك وحدة، لنكون جاهزين للمرحلة القادمة الصعبة، وأن ننبذ الخلافات الشكليَّة، ونعملَ على تحصين الوطن.
No comments:
Post a Comment