برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

سعيد عقل كأحد عمالقة الأدب



الشراع، 23 فبراير 2009


بعيدًا عن السياسة وصراعاتها، والاقتصاد وكوارثه، كرست مجلة الشراع موضوع غلافها الأخير للحديث عن أبرز الشعراء اللبنانيين المعاصرين، والذي يبلغ من العمر 97 عامًا؛ سعيد عقل، الذي وصفته المجلة بأنه (شخصية ليست واقعية. ليس بمعنى عدم الانتماء إلى الواقع أو عدم العقلانية، بل بمعنى أنه يستطيع أن يرى ما لا يراه الآخرون، وكأنه يستنبط الضوء وإن كان الليل مدلهما، أو كانت العباءة السوداء تحيط بنا من كل حدب وصوب).
سعيد عقل شخصية من التاريخ، وربما تشعر به أحياناً وكأنه التاريخ منبسطا أمامك، بكل ما فيه من آفاق، وبكل ما لديه من ماضٍ مفتوح على المستقبل. هرم لبناني عتيق يطرح أفكارا قد تعجبك وقد لا تعجبك، إلا أنها أفكار طريفة، مدهشة، مغايرة للمألوف، تثير في النفس مشاعر إيجابية، تلوّن اللقاء بما فيها من عطر وزهر.
وسعيد عقل شخصية استثنائية، له شطحاته، التي قد توافقه عليها، إلا أنك تعلم حق العلم بأن الرجل عندما يطرح ما يطرح، لا يداهن، ولا يوارب، ولا يخادع، ولا يسعى للتقرب من أحد، بل يقول ما يعتبره حقيقة، وما يقتنع به وحده، وما يشكّل الصواب الذي لا يقبل صوابا غيره.
عندما تقترب منه تشعر بألفةٍ غيرِ معهودة، أو تكاد تكون مفتقدة في هذا الزمن الأرعن، وتشعر أن هذا اللقاء كان يُفترض أن يحصل قبل الآن، لا لشيء إلا لتتمكن من اختراق مسامه، للاستغراق أكثر فأكثر في أعماق كينونته الشعرية.
شاعر ما يزال لديه القدرة على الكتابة، وما يزال لديه ما يقوله، كأن مشروعه الشعري يمضي في التقاط الضوء، كأنه يلتقط مسوّغات إبداعه الذي يمضي قدما كأن شعلة الموهبة، التي لم ولن تنطفىء.
حاورته المجلة مطولاً، وحينما سألته: أين سعيد عقل الآن؟ أجاب: اليوم، أنا سعيد، ليس لأن هناك حروبًا حول لبنان، بل سعيد لأنني لست خائفا على لبنان، لأنه قوي كثيرًا الآن.

No comments: