برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

نحن.. و"أوباما".. والتغيير المنشود



المجتمع، 20 فبراير 2009


غادر "جورج بوش" البيت الأبيض بعد أن قضى وقت رئاسته "الأَسْود"، غيرَ مأسوفٍ عليه، وخلفه "باراك حسين أوباما"، الذي راهن عليه العالم، بعد أن قطع على نفسه وعدًا بالتغيير.
هذا الرهان على التغيير سلطت مجلة المجتمع عليه الضوء، موضحة الفجوة بين الواقع والمأمول فيما يتعلق بالرئيس الأسود، صاحب الأصول الكينية المسلمة، والذي تعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل باعتباره أولوية لا يمكن لرئيس أمريكي التخلي عنها، وإلا فلن يرى البيت البيض!
إن كان "أوباما" قد أقسم باسمه الثلاثي، يتوسَّطه اسم "حسين"، فإن توجُّهاته نحو العالم الإسلامي أحاطت بها الشكوك، بناءً على موقفه المتحفِّظ من أحداث غزة؛ متذرِّعًا بأنه لم يتولَّ السلطة بعدُ، في حين كان يدلي بالتصريحات عندما يخصُّ الأمرُ "إيران"، أو "كوبا"!
ومَنْ يدري؟! فربما يريد بالفعل أن يسلك طريقًا جديدًا، كما جاء في خطاب تنصيبه: "نريد أن نسلك منهجًا جديدًا مع العالم الإسلامي يقوم على الاحترام المتبادَل"!
وأضاف: "إن الولايات المتحدة تريد أن تكون صديقة للجميع، من أصغر قرية كتلك التي وُلِد فيها أبي إلى أكبر دولة".. ولكن هل يمكنه ذلك؟! يحدِّثنا التاريخ أنه عندما اختلفت وجهتا النظر المعلنتان لكلٍّ من "جورج بوش" الابن، ورئيس الوزراء الصهيوني السابق "آرييل شارون" حول مسألة توسيع المستوطنات، كان "بوش" هو الخاسر، ولم يكرِّر ذلك أبدًا حتى نهاية رئاسته!
وتشير المجلة إلى أن لغة خطاب "أوباما" أقل خشونة من سلفه، ولكن اللوبي الصهيوني يمدُّ أذرعه ليحيط بالحزب الديمقراطي أيضًا، والدليل على ذلك اختيار "رام بنيامين إيمانويل" ليتقلّد منصبَ كبير مستشاري الرئيس، وهو يهودي من أصل "إسرائيلي"، ووالده "بنيامين" يحمل الجنسية "الإسرائيلية"، وكان ينتمي إلى منظمة "إيتسيل" الصهيونية السرِّية التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية، وهي المسؤولة عن مجزرة "دير ياسين" الشهيرة.
عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، يؤكّد أوباما التزامه المطلق بالتحالف الأمريكي "الإسرائيلي"، ملمحًا في الوقت نفسه إلى أن السلام من مصلحة "إسرائيل".. وفي الكلمة التي ألقاها في وزارة الخارجية الأمريكية، أكّد أنه يجب على حركة "حماس" الاعتراف بـ"إسرائيل"، ودعا "إسرائيل" إلى فتح المعابر مع "غزة" للسماح بدخول المساعدات والسلع التجارية.
ولم يُخفِ تحيُّزه للكيان الصهيوني، حين قال: "ليس لدينا وقت لنضيِّعَه، فعلى "حماس" وقف إطلاق الصواريخ، فيما ستدعم الولايات المتحدة وحلفاؤها آلية جديدة وذات مصداقية فعلية تمنع تهريب الأسلحة لـ"حماس"، وتضمن عدم تسلحها من جديد.. وإن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل، ودعمها في مواجهة الأخطار التي تهدِّدها"، على حدِّ قوله(!!).
إن سكوت "أوباما" المريب الفاضح على الجرائم الصهيونية البشعة في "غزة" لا يُطَمْئِن، ولا يبشِّر بتغيُّر في السياسة الخارجية الأمريكية؛ بل إنه مؤشِّر على أن "أوباما"، و"بوش" قد يكونان وجهَيْن لعملة واحدة.. والحقيقة أنه لن تتغير سياسية أي رئيس أمريكي إلا بعد أن نتغيَّر نحن؛ فنُحترَم لقوتنا ووَحدتنا!

No comments: