برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

عملاء الصهاينة.."الطابور الخامس" في فلسطين



المجتمع، فبراير 2006


بعدما وضعت الحرب أوزارها في غزة، رأت مجلة المجتمع أن ملف العملاء ينبغي ألا يُنسى؛ ذلك لأن المنافقين أشد خطرًا على القضية من الصهاينة أنفسهم.
وكان العدوان الصهيوني الأخير أعاد تسليط الضوء مجدَّدا على مسألة العملاء، الذين يخدمون الاحتلال ويزوّدونه بمعلومات عن المقاومة ونشاطها، وكشفت الأحداث التي رافقت العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، الدور الذي يلعبه أولئك العملاء، وطبيعة نشاطهم وحجمه وخطورته.
وفي البداية استعادت المجلة للأذهان بعضًا من نشاط هؤلاء العملاء أثناء الحرب.
- حصلت "كتائب القسّام" (الجناح العسكري لحركة حماس) على معلومات مهمة قبل أيام قليلة من بدء العدوان على غزة في 27/12/2008م عن خلية للعملاء تقوم بجمع معلومات عن رئيس الوزراء إسماعيل هنية، وعن منزله وتحركات مرافقيه، وهذه المعلومات إضافة إلى كثير غيرها، أكدت وجود مخطط يستهدف تنفيذ عدوان صهيوني واسع على قطاع غزة يتزامن مع تحرك عسكري لمجموعات من العملاء على الأرض للانقلاب على الحكومة، واستئصال "حماس".- قام عدد من العملاء بإطلاق الرصاص من الخلف على رجال المقاومة في منطقة "تل الإسلام"، التي هاجمها العدو الصهيوني بشراسة وعنف قبل وقف إطلاق النار بثلاثة أيام.- قامت مجموعة من العملاء بإبلاغ الصهاينة بمعلومات عن أماكن قيادات حركة "حماس" ومراكزها ومؤسساتها، في حين قامت مجموعات أخرى بوضع إشارات فوسفورية خاصة على مراكز كان يستهدفها العدو الصهيوني مباشرة بغاراته.- تبيّن أن عمليتَيْ اغتيال القياديَيْن الشيخ نزار ريان وسعيد صيام تمّتا من خلال دور للعملاء؛ حيث إن منزل "آل سعدية" الذي استُشهِد فيه وزير الداخلية سعيد صيام كان مستأجَراً منذ مدة لا تزيد على الشهرَيْن من طرف شقيق صيام.
تُعدُّ أزمة العملاء ظاهرة مقلقة للمجتمع الفلسطيني، وتثير الكثير من الخلل والاضطراب داخله، ويرتفع سقف التحدي إذا تأكد صحة ما نقلته المجلة عن المصادر البحثية من أن عملاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة يقدر عددهم بين 20 إلى 30 ألف عميل. وهو الأمر الذي يضع أعباءً غير مباشرة على عاتق المقاومين، بالإضافة إلى الأعباء المباشرة الأخرى.
وحرصت سلطات الاحتلال الصهيوني - ولا تزال - على بناء منظومة قوية للعملاء داخل الأراضي المحتلة؛ بهدف توفير الأمن للصهاينة، وجمع المعلومات، وملاحقة المقاومين ورصدهم وكشفهم، واختراق القوى السياسية، والتأثير في قرارها.. كما أن للعملاء دورا يستهدف المجتمع وأخلاقه؛ مثل نشر المخدرات، وإشاعة الرذيلة، وإبعاد الناس عن دينهم، وضرب العائلات وبنْية المجتمع.واستخدم الاحتلال وسائل عديدة للإيقاع بالعملاء، منها الإسقاط الجنسي، والإغراء بالمال، والضغط على الطلاب، وابتزاز الباحثين عن عمل، وبعض أصحاب المصالح التجارية، أو إسقاط بعض السجناء والمعتقلين والموظفين، أو إغراء وجهاء المجتمع والعائلات بمكاسب ومناصب.ولمواجهة ظاهرة العملاء لابدَّ من قرار فلسطيني قوي، وغطاء سياسي وقانوني، وتوعية دينية ووطنية وأخلاقية، وإجماع فلسطيني على إنهاء هذه الظاهرة ومحاصرتها، وعزل العملاء الكبار، والبدء بمحاكمات سريعة لهم، وفرض عقوبات كبيرة عليهم، وتعريف المجتمع بأخطار هذه الظاهرة.. وبداية ذلك يتم من خلال تعريف مَنْ هو عدو المجتمع الفلسطيني، ومَنْ هي سلطة الاحتلال، وكيف نتخلص من هذا العدو وبأيّ الوسائل!

No comments: